اشرف فايق يحصل على جائزة المسرح التجريبي تكريمًا لعمه بهيج إسماعيل

اشرف فايق يحصل على جائزة المسرح التجريبي تكريمًا لعمه بهيج إسماعيل

رصدت عدسة صدى البلد لحظات مؤثرة للمخرج أشرف فايق أثناء استلامه جائزة المسرح التجريبي نيابة عن عمه بهيج إسماعيل في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي، حيث غاب عمه بسبب وعكة صحية ألمت به.

وشهد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، مساء الاثنين، افتتاح الدورة الثانية والثلاثين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، برئاسة الدكتور سامح مهران، وذلك على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية.

وانطلق الحفل، الذي قدمته الإعلامية جاسمين طه، ليبرز غنى المشهد المسرحي العالمي، حيث بدأ بفقرة فنية قصيرة قبل الفعاليات الرسمية عن المخرج الكبير الراحل روبرت ويلسون، أحد أبرز رواد المسرح التجريبي في العالم، حيث استلهم المخرج وليد عوني من أعماله مقاطع بصرية وحركية عُرضت على خشبة المسرح الكبير في حفل الافتتاح.

ويُعد ويلسون علامة بارزة في تاريخ المسرح الطليعي، إذ امتزجت أعماله بين الفنون الأدائية والتشكيلية والموسيقية، مع توظيف مدهش للضوء والفضاء المسرحي، ومن أبرزها عرضه الشهير “آينشتاين على الشاطئ” (1976)، وكانت آخر أعماله عرض “كتاب الأدغال” الذي قدمه في إحدى دورات مهرجان أيام قرطاج المسرحية بتونس.

كما شهد حفل الافتتاح عرض فيلم وثائقي خاص عن فريق عمل المهرجان، تضمن إطلالة شاملة على جهود جميع أعضاء اللجنة العليا واللجان التنفيذية، وما بذلوه من عمل متواصل لإخراج الدورة الحالية بالصورة التي تليق بتاريخ المهرجان ومكانته الدولية، وقد استعرض الفيلم كواليس الإعداد، وخطوات التنظيم، وأبرز الأدوار التي قام بها كل من أعضاء اللجان المختلفة، تأكيدًا على روح الفريق التي تجمعهم في خدمة المسرح والتجربة المسرحية، من إعداد محمد عبد الرحمن زغلول، وإخراج محمد فاضل القباني.

في كلمته الافتتاحية، رحّب الدكتور سامح مهران بالحضور قائلاً: الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد هنو معالي وزير الثقافة، الأصدقاء من المسرحيين في العالم، السادة الحضور.. أهلاً وسهلاً بكم في القاهرة

وتابع: ليس من قبيل المبالغة القول إن ممارسة الفعل الإبداعي هي محاولة لاكتشاف الذات، وإعادة هذا الاكتشاف لمرات عدة، وتحديد موقعها في العالم، وتجديد لمواقف، ورفض لأفعال متكررة

وأضاف: الآخر موجود في داخلنا، سواء أردناه حاضراً أم غائباً، على مستوى الوعي أو اللاوعي، وفي المسرح نصبح في مواجهته، فنتصل بذواتنا وننفصل عنها، نتوحد ونتفكك في عملية لا نهائية تجعلنا متجاوزين لما تصورناه لا يقبل التجاوز، فالمشاهد المسرحية تصبح جزءاً من حياتنا، وسرعان ما تمتد إلى الممارسة اليومية في الواقع العيني المباشر، ومن هنا تكمن خطورة المسرح التي دعت الكثيرين بدءًا من أفلاطون ومروراً بجان جاك روسو وانتهاءً بالتيارات الأصولية والسياسية المحافظة إلى محاولة تقييده، ولجم أسئلته وتحولاته

لكن المسرح دائماً ما انتصر، ولسوف ينتصر، دمتم ودامت انتصاراتكم، الشكر العميق لمعالي السيد الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد هنو لدعمه المتواصل والدؤوب لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي.

ثم ألقى وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو كلمته، قائلاً: ضيوف مصر الكرام، مرحبًا بكم في القاهرة، حيث تفتح مصر ذراعيها لتحتضن مهرجان المسرح التجريبي، إن هذا المهرجان يعكس إيمان مصر بأن الفن أعظم وسيلة للتقريب بين البشر، حيث إن كل عرض يُقدَّم يمثل حوارًا ناطقًا يوسّع مداركنا

وتابع: وهذه الدورة تؤكد أن مصر ليست بعيدة عن التجريب؛ فالمصريون الأوائل جسّدوا مشاهد أدائية، واليوم يحمل الشباب هذه الشعلة ويقدّمون رؤى جديدة

وطالب الوزير بإعادة النظر في اسم المهرجان ليصبح معنيًا بالتجريب وغيره من أشكال المسرح، وأكد أن القاهرة هي مدينة المسرح، وأن مصر تفتح ذراعيها للمستقبل وضيوفه بإيمان راسخ بأن الفن هو أرقى سبل الحوار، ذلك الحوار الحي الذي يوسع المدارك ويضعنا في قلب تجارب الشعوب الأخرى، وأشار إلى أن مصر منذ فجر التاريخ لم تكن بعيدة عن روح التجريب، فقد بدأ ذلك مع النقوش على جدران المعابد وما زال ممتدًا عبر العصور حتى يومنا هذا.

وأضاف: إن الاحتفاء بالمسرح التجريبي هو الاحتفاء بروح المغامرة، وتأكيد أن المسرح مهما تغيّرت الأزمنة سيظل أكثر الفنون صدقًا في التعبير عن داخل الإنسان

وأعقب ذلك الإعلان عن تقديم لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان، وضمت: المخرج والكاتب سالفاتوري بيتونتي (إيطاليا) (رئيس لجنة التحكيم)، المخرج أحمد العطار (مصر)، المخرج ناصر عبد المنعم (مصر)، د. سامي الجمعان (السعودية)، د. جبار جودي (العراق)، د. إيريني مونتراكي (اليونان)، الناقد أندريا بوركيدو (إيطاليا)، فيما يتولى المخرج أدهم سيد (مصر) مهمة مقرر اللجنة

وشهد الحفل تكريم عدد من رموز المسرح من مصر والعالم، من (مصر) الفنان صبري فواز، الذي شكر وزارة الثقافة وإدارة المهرجان على تكريمه، كما كرمت الفنانة حنان يوسف، والأستاذ الدكتور الفنان حسن خليل، والكاتب بهيج إسماعيل، وتسلمها ابن شقيقه المخرج السينمائي الكبير أشرف فايق الذي أكد في كلمته على شكر عمه لوزارة الثقافة وإدارة المهرجان على تكريمه.

كما كرم من (الكاميرون) المخرج تاكو فيكتور، ومن (فرنسا) الباحث والناقد المسرحي باتريك بافيز، ومن (إنجلترا) الفنان نوريس روفس، ومن (قطر) الكاتب والمنتج المسرحي حمد الرميحي، ومن (لبنان) الفنان رفيق علي أحمد، ومن (الكويت) الفنان محمد المنصور، ومن (العراق) المكرمة الراحلة إقبال نعيم، وذلك تقديرًا لمسيرتهم وإسهاماتهم في إثراء الفن المسرحي، وتسلمتها شقيقتها عواطف نعيم التي شكرت مصر وإدارة المهرجان متمثلة في الدكتور سامح مهران رئيس المهرجان ومعالي وزير الثقافة.

ختام فني ملحمي..
واختُتم حفل الافتتاح بعرض “انتصار حورس” من صياغة دراماتورجية للدكتور محمد سمير الخطيب ورؤية إخراجية لوليد عوني، حيث استغرق العرض نحو ساعة، مجسّدًا عبر لوحات بصرية وحركية مستوحاة من الأساطير الفرعونية رمزية انتصار الخير والنور على قوى الظلام، في احتفاء بالهوية المصرية الممتدة من الجذور الحضارية القديمة إلى حاضرها المعاصر.

يُذكر أن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي يعد واحدًا من أعرق المهرجانات العربية والدولية المتخصصة في المسرح التجريبي، حيث انطلق ليمنح فرصة للعروض المسرحية من مختلف دول العالم لتقديم تجاربها الإبداعية على خشبات المسرح المصري، ويهدف المهرجان إلى خلق فضاء للحوار والتواصل بين الشعوب، وتعريف الجمهور المصري والعربي بأحدث التيارات المسرحية العالمية، بالإضافة إلى فتح نافذة واسعة يطل من خلالها المسرحيون من مختلف أنحاء العالم على جديد المشهد المسرحي في مصر والمنطقة العربية.

ويشارك في رعاية مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي: كلٌّ من: قطاع شئون الإنتاج الثقافي، والهيئة العامة لقصور الثقافة، والهيئة المصرية العامة للكتاب، وصندوق التنمية الثقافية، والمركز الثقافي القومي (دار الأوبرا المصرية)، والبيت الفني للمسرح، والمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية، والمجلس الأعلى للثقافة، ومركز الهناجر للفنون، ومركز الإبداع الفني، والهيئة العربية للمسرح، وأكاديمية الفنون، ومصر للطيران، والجامعة الأمريكية بالقاهرة، وقناة الحياة، ووصلة للفنون، ومنظمة اليونيسيف، واتحاد المراكز الثقافية الأوروبية “يونيك”، إلى جانب الاتحاد الأوروبي