فيلم La Grazia يفتتح مهرجان فينيسيا الـ82 وسط تصفيق حار استمر لأربع دقائق

افتُتحت الدورة الثانية والثمانون من مهرجان فينيسيا السينمائي مساء أمس، بعرض عالمي أول لفيلم المخرج الإيطالي الشهير باولو سورينتينو «La Grazia» (النعمة) وسط أجواء من الحماس والتوقعات، حيث استقبل الجمهور الفيلم بحفاوة كبيرة في قاعة المهرجان على جزيرة الليدو، ووقف الحضور مصفقين بحرارة لمدة أربع دقائق متواصلة، مما يعكس التقدير الكبير للعمل وعودة سورينتينو القوية إلى ساحة السينما العالمية.
الفيلم من بطولة الممثل الإيطالي المخضرم توني سيرفيلو، الذي يجسد شخصية الرئيس الإيطالي المتقاعد ماريانو دي سانتيس، وتدور الأحداث خلال الأشهر السبعة الأخيرة من فترة ولايته، حيث يواجه الرئيس معضلات أخلاقية مصيرية تتعلق بملف القتل الرحيم وقرارات العفو الرئاسي عن جرائم قتل، إلى جانب صراعات داخلية مرتبطة بالفقد والذنب.
تميز «La Grazia» بأسلوب بصري متأمل ودرامي هادئ، بعيدًا عن البذخ البصري المعتاد في أعمال سورينتينو السابقة مثل The Great Beauty، وقد اعتبر النقاد الفيلم مزيجًا بين السرد السياسي العميق والبعد الإنساني الحميم، مع أداء بارز من سيرفيلو.
إلى جانب العرض السينمائي، تخللت أجواء الافتتاح أصداء سياسية عالمية، حيث شهدت فينيسيا احتجاجات مرتبطة بالحرب في غزة ودعوات لمقاطعة بعض النجوم الحاضرين، إلا أن إدارة المهرجان أكدت التزامها بإبقاء المنصة السينمائية بعيدة عن الانقسامات السياسية.
كما شهد الحفل تكريم المخرج الألماني الكبير فيرنر هيرتزوج بجائزة الأسد الذهبي التقديرية، والتي قدّمها له المخرج الأمريكي فرانسيس فورد كوبولا، وبذلك افتتح مهرجان فينيسيا نسخته الجديدة بعمل مؤثر جمع بين السينما والفلسفة السياسية، وكرّس مجددًا مكانة سورينتينو كأحد أبرز صناع السينما الأوروبية في العقدين الأخيرين.