استمتع بفن الواو والتراث الشعبي في أمسية أدبية مميزة بقصر ثقافة أسيوط

نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، لقاء أدبيًا مميزًا بعنوان “فن الواو والتراث الشعبي” في قصر ثقافة أسيوط، وذلك ضمن الفعاليات الثقافية التي تنظمها وزارة الثقافة في مختلف المحافظات.

أدار اللقاء الشاعر جابر المتولي، وشارك فيه عدد من الشخصيات الأدبية البارزة مثل جمال عبد الناصر، مدير عام إقليم وسط الصعيد الثقافي، والأديب د. ثروت عكاشة السنوسي، رئيس نادي الأدب، والشاعر عبيد أبو الري، رئيس نادي أدب قوص، والشاعرة أميرة محمود، عضو نادي أدب أسوان، بالإضافة إلى مجموعة من الأدباء والشعراء والمثقفين الذين أضفوا طابعًا خاصًا على اللقاء.

بدأ اللقاء بكلمة مدير عام إقليم وسط الصعيد الثقافي، الذي أشاد بدور نوادي الأدب في تعزيز الحركة الثقافية وتوفير منصة للتواصل بين المبدعين من مختلف المحافظات، مؤكدًا على أهمية دعم المواهب الشابة وتمكينها من التعبير والإبداع.

كما أوضح الأديب د. ثروت عكاشة السنوسي، أن هذه الأمسية تعكس حرص نادي الأدب على تسليط الضوء على جماليات التراث الشعري المصري، وخصوصًا فن الواو الذي يُعتبر من أهم الفنون الشعبية التي تحتفظ بروح الإبداع الأصيل، مقدماً شكره للشعراء والضيوف على حضورهم.

وفي حديثه، تناول الشاعر عبيد أبو الري جذور فن الواو في صعيد مصر، موضحًا أن أصل الكلمة يرتبط بالنداء أو الزفرة التي ينطلق بها الشاعر في لحظة انفعال، مشيرًا إلى أن كلمة “واو” قد تكون مشتقة من تكرار الحرف (و) في مطالع الأبيات الشعرية الشعبية، مثل “واو يا ليل” أو “واو يا عين”، كاستفتاح غنائي.

كما أضاف أن هذا الفن الشفهي انتشر في المناسبات والموالد والاحتفالات الشعبية في محافظات قنا وسوهاج وأسيوط، حيث تناقله الشعراء في الأسواق والساحات.

وأكدت الشاعرة أميرة محمود، أن فن الواو كان مرتبطًا في بداياته بالقبائل والعائلات الصعيدية التي كانت تتبارى في إلقاء الشعر على شكل مبارزات كلامية، حيث استخدمه الشعراء كوسيلة للنقد الاجتماعي والسياسي بشكل غير مباشر، فضلاً عن تناول قضايا الحياة اليومية.

وأشارت إلى أن هذا الفن انتقل من ساحات الصعيد إلى المسرح والإذاعة والتلفزيون، مما ساهم في انتشاره، وأصبح اليوم حاضرًا في المهرجانات الثقافية، حيث اعتبرته وزارة الثقافة المصرية جزءًا من التراث غير المادي، يتم تدريسه ضمن الفنون الشعبية ويتم توثيقه حاليًا لحمايته من الاندثار.

وأوضحت أن فن الواو يعتمد على بيتين شعريين يتميزان بالإيجاز والبلاغة، وغالبًا ما يحملان حكمة أو معنى ساخر أو نقد اجتماعي، ويلقى بأسلوب غنائي مؤثر بمصاحبة آلة الربابة أو الدف، مما يضفي عليه طابعًا فنياً خاصًا يشبه الرباعيات، واختتمت كلمتها بالإشارة إلى أبرز أعلام هذا الفن، وعلى رأسهم الشاعر عبد الستار سليم، المعروف بلقب “شاعر الواو الأول”.

تواصلت الفعاليات بتقديم مجموعة من الإبداعات الشعرية التي تنوعت بين قصائد التراث الشعبي وفن الواو، حيث تألق الشعراء المشاركون من أسيوط، أسيوط الجديدة، أبو تيج ومنفلوط، كما أضافت المقطوعات الموسيقية للفنان حسن صالح لمسة فنية راقية على أجواء اللقاء.

قدم اللقاء ضمن أنشطة نادي أدب أسيوط، في إطار برامج الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، بالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي، وتم تنفيذه من خلال فرع ثقافة أسيوط، تحت إدارة خالد خليل.

كما شهد اللقاء حضور مجموعة من الأدباء مثل د. وئام عصام، محمد كامل، وعلي عبد الرازق، بالإضافة إلى الشعراء د. شادية حفظي، محمد جابر المتولي، أحمد حسين جاد الله، وأحمد زيدان.