تحقيقات «الأورومتوسطي لحقوق الإنسان» تكشف استهداف جيش الاحتلال لطفلة في غزة عبر فيديو مؤلم

أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأن فريقه الميداني قام بالتحقق من مقطع فيديو يظهر استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لطفلة فلسطينية أثناء محاولتها تعبئة المياه داخل ساحة مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، معتبرًا ذلك دليلاً جديدًا على تعمد إسرائيل قتل الأطفال الفلسطينيين.

الفيديو الذي تم الكشف عنه يوم الأحد الماضي، يوثق لحظة استهداف الطفلة الفلسطينية آمنة أشرف المفتي (11 عامًا) بصاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية مسيرة، بينما كانت تحمل قربة مياه فارغة في ساحة المستشفى، وقد أكد الأورومتوسطي أن سجلات التوثيق لديه أثبتت أن الطفلة استشهدت في 21 ديسمبر 2024.

وأشار الأورومتوسطي إلى أن المقطع يظهر بوضوح أن الطفلة كانت صغيرة البنية، ولا تحمل أي سلاح، ولم تشكل أي تهديد، حيث اقتصر تحركها على محاولة تعبئة المياه من ساحة المستشفى، بعد أن أدى الحصار الإسرائيلي وقطع الإمدادات إلى انقطاع المياه عنه، رغم وجود عدد كبير من المرضى والنازحين.

وأكد الأورومتوسطي أنه رغم وضوح ملامحها كطفلة، أطلقت طائرة إسرائيلية مسيرة صاروخًا مباشرًا نحوها، مما أدى إلى مقتلها على الفور، في مشهد يعكس وحشية غير مبررة تجاه المدنيين الفلسطينيين.

وفي تصريحاته لفريق الأورومتوسطي، قال عم الطفلة إسماعيل المفتي (31 عامًا): «حاصرت قوات الاحتلال مشروع بيت لاهيا في نوفمبر 2024، وتعرض المنزل المجاور لنا للقصف، مما اضطرنا للنزوح إلى مستشفى كمال عدوان، وقطع جيش الاحتلال المياه عن المستشفى، فبقينا محاصرين داخله، ولم نتمكن من التحمل أكثر من يوم دون مياه بسبب وجود أطفال بيننا، لذا خرجت ابنة أخي لتعبئة المياه من ساحة المستشفى، لتتعرض للقصف بشكل مباشر، وهي لم تكن الوحيدة، وبصعوبات كبيرة استطعنا سحب جثمانها إلى داخل المستشفى ودفنت لاحقًا بجانبه، حتى تم نقلها إلى مقبرة بيت لاهيا مع بدء الهدنة في يناير 2025»

وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي كان قد قتل والدة الطفلة، نجلاء فتحي حسين المفتي، وشقيقها براء البالغ من العمر 8 أعوام، بتاريخ 17 مايو 2025، أثناء محاولتهما النزوح من المنطقة.

وأكد الأورومتوسطي أن هذه الجريمة تمثل دليلاً إضافيًا على أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف الأطفال الفلسطينيين وقتلهم، ضمن نمط متكرر من القتل الممنهج منذ بدء العدوان على قطاع غزة في أكتوبر 2023، والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 18000 طفل فلسطيني، العديد منهم سقطوا برصاص حي أطلق عمدًا على مناطق الرأس والصدر، في مواقع مدنية لا تشهد أي اشتباكات، بما في ذلك أطفال وثقت الكاميرات لحظة إصابتهم المباشرة، وآخرون قتلوا أثناء انتظارهم مساعدات غذائية عند نقاط توزيع تديرها مؤسسة «غزة الإنسانية».