
اعتبرت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك أن وادي الحراش يُعد من أكثر المجاري المائية تلوثًا في الجزائر، حيث يستقبل مياه الصرف الصحي غير المعالجة، ونفايات صناعية وعضوية، بالإضافة إلى بقايا الحيوانات.
وفي هذا السياق، أوضحت كريمة قرابصي، عضو المكتب الولائي بقسنطينة والمختصة في تحاليل المياه وعلم الميكروبيولوجيا، أن هذا الخليط يشكل بيئة مثالية لتكاثر الجراثيم والفيروسات والمواد السامة، مما يجعل السباحة أو الغوص فيه أمراً عالي الخطورة.
مقال مقترح: ترامب يوقع اتفاقيات استثمارية مع قطر تصل قيمتها إلى 1.2 تريليون دولار
المخاطر الصحية لمياه وادي الحراش
أكدت الجزائرية لحماية المستهلك أن مياه وادي الحراش تمثل تهديدًا صحيًا خطيرًا، حيث تحتوي على جراثيم وبكتيريا معوية مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية والشيغيلا، وهذا ما يسبب اضطرابات معوية حادة، مثل الإسهال والمغص وارتفاع الحرارة، مع خطر الجفاف وانتقال العدوى للآخرين بسهولة.
متابعو الموقع يشاهدون:
وأضافت المتحدثة أن الفيروسات المعدية، بما فيها التهاب الكبد A وE، ونوروفيروس، وفيروس الروتا، تظل نشطة في المياه الملوثة، ويمكن أن تنتقل عن طريق البلع أو التلامس مع الأغشية المخاطية، مما يسبب التهابات كبدية وأعراض هضمية حادة، مع مضاعفات محتملة لدى المصابين بأمراض مزمنة.
كما أشارت المنظمة إلى انتشار الطفيليات والديدان، مثل الأميبا والجيارديا وبعض الديدان المعوية، التي تدخل الجسم عبر الفم أو الجروح، مما يسبب إسهالًا مستمرًا وضعفًا عامًا ونقصًا في الامتصاص الغذائي، بالإضافة إلى أضرار طويلة المدى للجهاز الهضمي.
شوف كمان: مخطط إسرائيلي جديد يهدف إلى تقسيم غزة إلى ثلاث مناطق منفصلة
وحذرت من الآفات الجلدية والفطرية، حيث يمكن أن يؤدي التلامس مع المياه الملوثة إلى طفح وحكة والتهابات جلدية سطحية أو عميقة، مع إمكانية انتقال العدوى عبر الاحتكاك أو الأدوات الشخصية.
كما أوضحت أن استنشاق الأبخرة أو دخول المياه الملوثة إلى العينين أو الأنف قد يسبب التهابات في العين وضيق التنفس، بالإضافة إلى تفاقم حالات الحساسية والربو.
واختتمت المنظمة بالتحذير من التسمم الكيميائي أو المعدني الناتج عن المعادن الثقيلة والمواد الصناعية السامة، والتي قد تسبب اضطرابات عصبية، وتؤثر سلبًا على الكبد والكلى، كما تؤدي إلى تغييرات هرمونية وأضرار طويلة المدى على الصحة.
التوصيات الصحية العاجلة
أوصت المختصة بـ:
- زيارة عاجلة لمركز مختص في الأمراض المعدية والوقائية
- إجراء التحاليل اللازمة: دم، براز، كبد، كلى
- عدم إهمال أي أعراض صحية تظهر لاحقًا
- الامتناع عن الاختلاط الوثيق لتفادي نقل العدوى
- تجنب السباحة مستقبلًا في أي مياه غير مراقبة صحيًا
واختتمت المنظمة بالدعوة إلى الشباب الذين شاركوا في عمليات الإنقاذ بالتوجه فورًا إلى أقرب مستشفى للحفاظ على صحتهم وصحة محيطهم.
الجدير بالذكر، أن وزير الصحة عبد الحق سايحي قد وجه نداءً عاجلًا لجميع المواطنين الذين لامسوا مياه وادي الحراش خلال عمليات الإنقاذ، داعيًا إلى التوجه الفوري لأقرب مصلحة استشفائية لإجراء الفحوص الطبية اللازمة.
وأوضح الوزير أن الطاقم الطبي أجرى فحوصًا لـ10 مواطنين شاركوا في الإنقاذ، وقد تلقوا علاجات بسيطة وهم في وضع صحي مستقر، بالإضافة إلى معالجة 14 عنصرًا من أعوان الحماية المدنية، وجميعهم في صحة جيدة.
التعليقات