
أعرب أكاديميون وخبراء ونواب في الإسكندرية عن رفضهم القاطع لدعوة الكيان الإسرائيلي لإعادة فكرة تهجير الفلسطينيين وسكان غزة إلى بعض الدول العربية التي زعمت أنها ترغب في استضافة هؤلاء الفلسطينيين، معتبرين أن هذه الدعوة تمثل تطهيرًا عرقيًا واسعًا وجريمة ضد الإنسانية بلا شك.
وفي هذا السياق، أكد محمد مجدي عفيفي، رئيس حزب الأحرار الدستوريين، أن مصر ترفض تمامًا تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مشيرًا إلى أن موقف مصر كان واضحًا ومؤكدًا على مر الزمن، حيث تتحمل مصر المسؤولية الكاملة عن القضية الفلسطينية منذ بدايتها في 1948 وحتى الآن، ورفضت أي محاولة للتهجير مهما كانت الظروف.
شوف كمان: رئيس الوزراء يراقب خطوات تسهيل الحصول على التراخيص المختلفة.. اكتشف التفاصيل الآن!
كما أضاف عفيفي في تصريحات لـ «بوابة مولانا»، أن ما تتحدث عنه إسرائيل حول مشاورات مع دول لقبول تهجير فلسطينيي قطاع غزة هو أمر خطير للغاية، وينسف أساس القضية الفلسطينية ويقضي على آمال وطموحات الشعب الفلسطيني، فهذه السياسات والدعوات مرفوضة تمامًا، لأنها تهدف إلى إفراغ الأرض الفلسطينية واحتلالها بشكل نهائي.
وشدد على رفضه القاطع لأي مخططات إسرائيلية تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه التاريخية، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، مؤكدًا أنه لا يوجد عربي غيور على هويته يمكن أن يقبل مثل هذه السياسات، بما في ذلك التهجير القسري أو الطوعي عبر سياسات التجويع ومصادرة الأراضي والاستيطان، ما يضطر الفلسطينيين للعيش كضيوف على أراض عربية أخرى.
من جهته، أوضح الدكتور أحمد وهبان، عميد كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية السابق في جامعة الإسكندرية، أن سياسات التهجير تعتبر جزءًا من التطهير العرقي وجريمة ضد الإنسانية، حيث تهدف إلى استئصال الجماعات العرقية من مواطنها الأصلية وتغيير المعالم الديمغرافية لفلسطين لصالح جماعات عرقية أخرى تمتلك القوة والسلاح، مشيرًا إلى أن هذه السياسات تترافق مع سياسات الإبادة التي تتبعها إسرائيل ضد الفلسطينيين.
وأكد وهبان في حديثه لـ «بوابة مولانا»، أن جريمة التطهير العرقي هي سياسة قديمة، حيث قام المستعمرون الأوروبيون بطمس معالم الحضارات الأمريكية واستئصال السكان الأصليين، بينما تسعى إسرائيل اليوم إلى تهويد الأراضي الفلسطينية، مشيرًا إلى أن دعوات التهجير ليست جديدة بل مرتبطة بالحركة الصهيونية، حيث أن الدعم الأمريكي، خاصة من ترامب، يعزز هذه السياسات.
وأبدى المهندس علي الدسوقي أحمد، عضو اللجنة الاقتصادية في مجلس النواب، استهجانه لدعوات إسرائيل لإعادة التهجير إلى دول عربية، مؤكدًا أنه رغم عدم إعلان أي دولة عربية رسميًا قبول استضافة الفلسطينيين، إلا أن الأمر يتطلب ضوءًا أخضر من بعض الدول العربية.
وأشار الدسوقي في تصريحاته لـ «بوابة مولانا»، إلى أن موقف مصر يعكس شرف وصلابة عروبتها في التعامل مع القضية الفلسطينية، حيث تصر مصر على الدفاع عنها باعتبارها قضيتها الأولى، مؤكدًا أن مصر تمثل رأس الحربة في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وتسعى لتحقيق إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
من جانبه، وصف محمد جبريل، أمين الشؤون البرلمانية في حزب مستقبل وطن، ادعاءات إسرائيل بتنفيذ مخطط التهجير إلى دول عربية بأنها تجاوز مقيت للخطوط الحمراء، مؤكدًا أن مصر لن تقبل أو توافق على هذا الأمر باعتبار القضية الفلسطينية هي قضيتها في المقام الأول.
كما تساءل جبريل عن كيفية خروج إسرائيل بمخطط التهجير وتقسيم الشرق الأوسط الجديد، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن أرضه ومقدساته مهما كانت التضحيات، ولن يسمح بتكرار النكبات التي تعرض لها في 1948 و1967، متمسكًا بأرضه دون رحيل.
وتحدث جبريل عن تداعيات التهجير، مشيرًا إلى أنه يعني قتل كل أشكال الحياة في قطاع غزة وفلسطين، حيث تم تشريد أكثر من 760 ألف فلسطيني في عام 1948، بينما لا يزال حوالي 80% من سكان غزة لاجئين أو أبناء وأحفاد اللاجئين الذين تركوا منازلهم في نكبة 48.
من نفس التصنيف: وزيرة البيئة تكشف إنجازات الوزارة في 7 سنوات أمام لجنة طاقة النواب
وفي سياق متصل، استنكر الدكتور محمد حسين الحمامي، عضو مجلس النواب، تصريحات الجانب الإسرائيلي، مشيرًا إلى وجود رفض شعبي واسع في قطاع غزة، يقابله رفض مصري رسمي وشعبي لمبدأ التهجير وأحقية الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه التاريخية.
وأعرب الحمامي في تصريحاته لـ «بوابة مولانا»، عن قلقه من إعادة صفقة القرن إلى الواجهة في الساحة السياسية العالمية، مما قد يصعب الأمور على الفلسطينيين، خاصة في ظل الدعم الأمريكي المستمر لإسرائيل ومطالبات التهجير، مما يجعل المنطقة العربية في مفترق طرق.
وأكد أن تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه سيكون بمثابة حائط صد أمام مخطط الكيان الصهيوني لتهجيرهم إلى الدول العربية، مشددًا على أن مصر لن تسمح بتعرض الفلسطينيين للتهجير أو النزوح إلى الحدود المصرية، حيث إن تركهم لأراضيهم يعني عدم عودتهم إليها مجددًا.
وحذر الحمامي من خطورة السياسات الإسرائيلية التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، مؤكدًا أن تمسك أهل غزة بأراضيهم التاريخية ورفضهم الانسياق وراء الدعوات المشبوهة سيفشل المخطط الصهيوني.
التعليقات