
تسعى شركة تويوتا اليابانية الرائدة في صناعة السيارات للاستحواذ على أراضٍ جديدة في منطقة تيهو-تشو بمدينة Toyota بمحافظة آيتشي اليابانية، مما يعكس طموحاتها المستقبلية.
تهدف تويوتا إلى إنشاء مصنع سيارات جديد يُعتبر الأول من نوعه في اليابان منذ عام 2012، حيث يأتي هذا المشروع في ظل التحديات العالمية المتزايدة، بما في ذلك الأزمات التجارية والتحديات البيئية والتكنولوجية، مما يدفع الشركة لتعزيز قوتها الداخلية وتوسيع استراتيجياتها المحلية.
وفقًا للبيان الرسمي، من المتوقع أن يبدأ المصنع الجديد العمل في السنوات الأولى من العقد القادم، لكن لم يتم تحديد الطرازات التي ستُنتج فيه بعد، ويُعتبر هذا المشروع “مصنع المستقبل” الذي سيُبنى باستخدام أحدث التقنيات الصناعية، مع التركيز على خلق بيئة عمل تدعم التنوع في القوى العاملة.
يأتي هذا الإعلان في ظل تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على الواردات اليابانية، والتي بلغت 15%، مما كبد تويوتا خسارة تقدر بنحو 3 مليارات دولار من أرباح التشغيل في الربع الثاني من عام 2025، ورغم ذلك، تواصل الشركة التمسك بخططها لتعزيز الإنتاج المحلي، مع الحفاظ على قدرة إنتاج سنوية تصل إلى حوالي 3 ملايين سيارة في اليابان.
دوافع استراتيجية
يظهر هذا المشروع كجزء من استراتيجية تويوتا الهادفة إلى تقليل الاعتماد على مصانعها في الخارج مثل كندا والمكسيك، التي تتأثر بشدة بالرسوم الجمركية الأمريكية، حيث سيساعد المصنع الجديد في دعم الإنتاج المحلي وتوفير توازن في الإنتاج للسوقين المحلية والدولية، بالإضافة إلى توفير احتياطي ضد المخاطر الجيوسياسية وسلاسل التوريد المتقلبة، ويُعتبر هذا المشروع خطوة محورية نحو تحقيق مركزية الابتكار داخل اليابان، من خلال تطبيق تقنيات متقدمة مثل الأتمتة والرقمنة والبيانات الضخمة ضمن إطار مبادرات الاستدامة العالمية (SDGs).
سيتم تطوير المشروع بالتعاون الوثيق مع سلطات محافظة آيتشي، مع الأخذ بعين الاعتبار آراء ومتطلبات السكان المحليين لضمان أن يكون المصنع مستدامًا ومجديًا اجتماعيًا.
تمتلك تويوتا حاليًا ثمانية مصانع لإنتاج السيارات في اليابان، حيث تصنع طرازات تحت علامات تويوتا وLexus وDaihatsu، كما تشارك في إنتاج نماذج لعلامات مثل Mazda، بالإضافة إلى امتلاكها شركة Hino Motors المتخصصة في المركبات التجارية.
سيركز المشروع على استخدام الطاقة النظيفة وتقنيات التصنيع الذكي، مع توفير بيئات عمل تحترم التنوع، بما يتماشى مع الأجندات العالمية للتنمية المستدامة، مما يعزز مكانته كمنصة للابتكار الحضري والمجتمعي.
التعليقات