زيارة بوتين لمقابر الطيارين السوفييت تعيد للأذهان روح الصداقة بين الجنود الأمريكيين والسوفييت

أحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تفاعلاً كبيراً قبل مغادرته إلى بلاده، حيث قام بوضع الزهور على قبور الجنود السوفييت في مقبرة فورت ريتشاردسون التذكارية، وفي تقرير للإذاعة الوطنية الأمريكية «إن بي آر» يوم السبت، تم الكشف عن وثائق تتعلق بالقمة بين الرئيسين الأمريكي والروسي عُثر عليها في أحد فنادق أنكوريج بولاية ألاسكا
بعد انتهاء مباحثاته مع ترامب، زار بوتين قسم «الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية» في المقبرة العسكرية الوطنية فورت ريتشاردسون، وقد أظهر مقطع فيديو نشره الكرملين بوتين وهو راكع يضع باقة من الزهور على قبر أحد الجنود، قبل أن يقوم بالإشارة بعلامة الصليب
يحتوي القسم الشرقي من المقبرة على 14 قبراً لسوفييت، وقد تم حتى الآن تحديد أسماء ورتب 11 عسكرياً سوفييتياً، منهم 9 طيارين شاركوا في نقل الطائرات من الولايات المتحدة إلى الاتحاد السوفييتي عبر طريق ألاسكا-سيبيريا، بالإضافة إلى بحارين اثنين جاءا إلى الولايات المتحدة لتسلم السفن بموجب اتفاقية الإعارة والتأجير، بينما يبقى قبر واحد مجهول الهوية، كما يوجد قبران آخران لمدنيين دفن فيهما أليكس غوستافسون وياغا كاليا، وتم نقل رفات الضباط السوفييت الذين دفنوا سابقاً في نوم وفيربانكس وكولد باي إلى المقبرة الوطنية فورت ريتشاردسون في 22 أكتوبر 1946، حيث وضع الرئيس الروسي باقة من الورود الحمراء على تسعة قبور تضم رفات الطيارين السوفييت، وأوضح مساعد الرئيس يوري أوشاكوف أن هذه الزيارة تحمل دلالة رمزية خاصة، إذ تذكر قادة البلدين بأخوّة السلاح بين شعبيهما، وهي دلالة تكتسب أهمية خاصة في الذكرى الثمانين للنصر على ألمانيا النازية وعسكريي اليابان
وقد أثارت زيارة بوتين إلى المقبرة تفاعلاً وتحليلات بين نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، وبحسب بيان صادر عن الكرملين، فقد التقى بوتين بشكل مقتضب بأحد رجال الدين الأرثوذكس في ألاسكا قبل أن يتوجه إلى طائرته للعودة إلى روسيا
من ناحية أخرى، أفادت الإذاعة الوطنية الأمريكية أن بعض النزلاء في الفندق الذي احتضن القمة «نزل كابتن كوك» عثروا على ثماني صفحات من مستندات تتعلق بالقمة في إحدى الطابعات العامة، وكانت تحمل إشارات إدارة المراسم في وزارة الخارجية الأمريكية
ووصفت الشبكة الحادثة بأنها «سقطة جديدة لمسؤولي إدارة ترامب في مسألة الالتزام بمعايير السرية والأمان»، حيث تضمنت الوثائق جدول أعمال مقترح للقمة وتشكيلة الوفود الروسية والأمريكية في الاجتماعات بصيغتها الضيقة والموسعة، إضافة إلى ملاحظات حول النطق الصحيح لأسماء أعضاء الوفد الروسي، كما احتوت على مخطط جلوس المدعوين لمأدبة غداء رسمية «تكريماً للرئيس فلاديمير بوتين»، إلى جانب قائمة طعام فاخرة. (وكالات).