غموض نتائج ألاسكا وتأثيره على دور أوروبا في أزمة أوكرانيا

وكالات: «الخليج»
يبدو أن غموض نتائج قمة الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، يمنح الأوروبيين فرصة للتأثير في الأحداث المقبلة التي قد تكون حاسمة لأوكرانيا وأمن القارة، حيث لم يسفر اللقاء الذي استمر ثلاث ساعات في قاعدة عسكرية أمريكية، عن أي «صفقة» واضحة أو تقدم ملموس، وقد اعتبر أستاذ القانون الأوروبي في كلية الدراسات التجارية العليا في باريس، ألبرتو أليمانو، أن عدم التوصل إلى اتفاق يعد خبرًا سارًا لأوكرانيا والأوروبيين، مشيرًا إلى أن هناك خطرًا حقيقيًا من رسم «خريطة أمنية جديدة في أوروبا» دون مشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وزعماء القارة، ولا يزال البحث عن حل تفاوضي يبدو معقدًا، حيث أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أن الحقيقة المؤسفة هي أن روسيا لا تنوي إنهاء هذه الحرب في القريب العاجل، بينما حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من احتمال عدم وفاء روسيا بالتزاماتها، وعلى الرغم من عدم دعوة القادة الأوروبيين إلى القمة التي شهدت تبادل المصافحات والمجاملات بين ترامب وبوتين، إلا أنهم حاولوا التأثير على نتائجها من خلال تنظيم سلسلة من المكالمات والاجتماعات، وابتداءً من يوم السبت، سعى القادة الأوروبيون للعودة إلى الصورة عبر اقتراح عقد قمة بين ترامب وزيلينسكي وبوتين، لكن موسكو لم تقبل هذا الاقتراح حتى الآن، في ظل تدهور العلاقات مع أوروبا التي فرضت عليها 18 حزمة من العقوبات منذ بداية الحرب في أوكرانيا مطلع عام 2022، وفي حديثه للصحافة في أنكوريج، انتقد الرئيس الروسي بشكل مباشر الزعماء الأوروبيين، وحثهم على عدم «وضع العقبات» أمام جهود إيجاد حل للحرب في أوكرانيا، بينما رأى المحلل المستقل المتخصص في السياسة الخارجية الروسية، جيمس نيكسي، أن نية بوتين تتجه نحو دفع الأوروبيين جانبًا، مع التركيز على إبقاء الأمريكيين في صلب المفاوضات، «مواصلة الضغط»
في صباح يوم السبت، تحدث ترامب عن تفاصيل القمة خلال اتصال استمر ساعة مع زعماء أوروبيين والرئيس الأوكراني، ثم تبادل القادة الأوروبيون الآراء فيما بينهم، وأكد الزعماء الأوروبيون في بيان مشترك، أن القرار يعود لأوكرانيا بشأن أراضيها، مع تعهدهم بـ«مواصلة الضغط على موسكو»، وحددوا خطوطهم الحمراء بالتأكيد على أنه لا يمكن منح روسيا «حق النقض» بشأن مسار أوكرانيا نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، الوضع يزداد حرجاً
وأشار ألبرتو أليمانو إلى أن الأوروبيين يجدون أنفسهم مضطرين للتواصل مع بوتين دون معرفة الشروط بدقة، بعد أن سعوا لعزله دوليًا خلال السنوات الماضية، ويزداد الوضع تعقيدًا بعد أن صرح ترامب بأنه قد يوقف وساطته في النزاع، رغم وعوده المتكررة بحله خلال «24 ساعة»، ويعتقد العديد من الخبراء أن الأوروبيين لا يمتلكون الوسائل الكافية لدعم أوكرانيا بمفردهم، على الرغم من جهودهم لتعزيز القدرات الدفاعية للقارة، وفي هذا السياق، قالت رئيسة الوزراء الدنماركية، ميته فريدريكسن: «عندما استيقظت هذا الصباح، كان أول ما خطر ببالي هو أننا بحاجة إلى الإسراع في إعادة التسلح»، وفي محاولة لإظهار استعدادهم للمساعدة في إنهاء أعنف نزاع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، دعا ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريدريش ميرتس إلى اجتماع يوم الأحد مع «تحالف الراغبين» من الدول الحليفة لكييف، وستعقد المحادثات قبل ساعات من زيارة زيلينسكي إلى واشنطن للقاء ترامب، وقد يُدعى عدد من القادة الأوروبيين إلى هذا الاجتماع بين الرئيس الأمريكي والأوكراني، بحسب ما أفاد مصدر من الاتحاد الأوروبي لوكالة فرانس برس.