قمة ألاسكا تجمع بوتين وترامب.. صفقات ومكافآت اقتصادية تثير الجدل وتجذب الأنظار

تم تحديثه الجمعة 2025/8/15 12:19 م بتوقيت أبوظبي
يدرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن نظيره الأمريكي دونالد ترامب ينظر إلى العالم من “منظور تجاري”، وهذا ما تسعى موسكو لاستغلاله في لقائهما اليوم في ألاسكا، حيث من المتوقع أن يكون الملف الاقتصادي في صميم القمة، مع مزايا تجارية ومكافآت اقتصادية أعدها بوتين لاستمالة ترامب في مفاوضات إنهاء الحرب مع أوكرانيا.
وفقًا لصحيفة “الغارديان” البريطانية، فإن القمة ستشهد تركيزًا كبيرًا على الجوانب الاقتصادية، حيث قال مسؤول كبير سابق في الكرملين، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته: “يعلم بوتين أن ترامب يرى العالم من منظور تجاري، وسيقدم السلام كفرصة لتحقيق مكاسب تجارية.” كما أضاف أكاديمي روسي مقرب من وزارة الخارجية: “ترامب هو النوع من القادة الذين يعتقد بوتين أنه يمكنه إبرام صفقة معهم دائمًا.”
وفي هذا السياق، أشار عضو في المؤسسة المعنية بالسياسة الخارجية الروسية، الذي يقدم المشورة لبوتين، إلى أن هذه القمة ليست سوى فرصة نادرة لكسب تأييد ترامب لصالح روسيا، رغم أنها ليست القمة النهائية لتحقيق سلام دائم. وتعتبر القمة، التي تم ترتيبها بسرعة بناءً على طلب بوتين، الأولى له للقاء رئيس أمريكي على الأراضي الأمريكية منذ زيارته لجورج دبليو بوش عام 2007، مما يعد انتصارًا دبلوماسيًا لبوتين، حيث يلتقي بترامب دون تقديم أي تنازلات.
غريزة ترامب التجارية
تشير “الغارديان” إلى أن مهمة بوتين الأساسية ستكون استهداف غريزة ترامب التجارية، ومن المثير للاهتمام أن بوتين، برفقة وفد من الدبلوماسيين المخضرمين، يصطحب اثنين من أبرز مستشاريه الاقتصاديين، حيث يعتبر وجود وزير المالية أنطون سيلوانوف أمرًا جديرًا بالاهتمام، نظرًا لأنه يقود الاستجابة الروسية للعقوبات الغربية، التي يعتبرها الكرملين شرطًا أساسيًا لأي اتفاق سلام.
وقال يوري أوشاكوف، مستشار الرئيس الروسي، إن الزعيمين سيناقشان “الإمكانات الهائلة غير المستغلة” في العلاقات الاقتصادية بين روسيا والولايات المتحدة، مضيفًا أنه من المتوقع تبادل وجهات النظر حول تطوير التعاون الثنائي، بما في ذلك في المجالات التجارية والاقتصادية، حيث يمتلك هذا التعاون إمكانات كبيرة لكنها للأسف لم تُستغل بعد.
مكاسب روسية؟
في المقابل، تحدثت صحيفة “التلغراف” البريطانية عن مكاسب محتملة لروسيا، بما في ذلك إتاحة وصول موسكو إلى معادن نادرة، وفتح مجالات استثمارية في مواقع ذات أهمية استراتيجية، إلى جانب رفع جزئي لبعض العقوبات، خصوصًا تلك المفروضة على قطاع الطيران الروسي. وتشير المسودة الأولية للمقترحات إلى منح موسكو حق الوصول إلى المعادن النادرة الموجودة في الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها حاليًا، وهي موارد أساسية لصناعات البطاريات المتقدمة، وأشباه الموصلات، والمعدات الدفاعية.
تشمل المبادرة أيضًا منح روسيا فرصًا لاستكشاف واستغلال الموارد الطبيعية في مضيق بيرينغ، الذي يفصل بين ألاسكا والشرق الروسي، وهي منطقة يُتوقع أن تحتوي على احتياطيات هائلة من النفط والغاز، قد تصل إلى 13% من الاحتياطي العالمي غير المكتشف، بالإضافة إلى كميات ضخمة من الغاز الطبيعي، وفقًا لتقارير الطاقة الدولية.
سيطرة واعتراف
في ألاسكا، من المتوقع أن يسعى بوتين نحو السيطرة الكاملة والاعتراف الأمريكي بمنطقتي دونيتسك ولوهانسك كأراضٍ روسية، وفقًا لمصدرين في موسكو. ولا تزال كييف تحتفظ بمدن رئيسية في دونيتسك مثل كراماتورسك وسلوفيانسك، إلى جانب مواقع محصّنة ذات أهمية استراتيجية قصوى، وقد كلف الدفاع عنها عشرات الآلاف من الأرواح. وتؤكد جميع المصادر التي تم التشاور معها أن روسيا من غير المرجح أن تتخلى عن الأراضي التي تسيطر عليها في جنوب زابوروجيا وخيرسون، والتي تُشكل جسرًا بريًا حيويًا من دونباس على طول بحر آزوف وصولًا إلى القرم.
وتدعي روسيا أنها ضمّت جميع هذه المناطق الأربع، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي استولت عليها عام 2014، وقد تعرض موسكو التخلّي عن أجزاء صغيرة من الأراضي التي استولت عليها في منطقتي خاركيف وسومي.
aXA6IDJhMTM6YWRjMDo6YWYxOmVhZmY6ZmVmNjoyYjUyIA==.
جزيرة ام اند امز.
NL.