أستاذ علوم سياسية بجامعة القدس يؤكد أن واشنطن دعمت نتنياهو ويدعو لموقف أوروبي ودولي أقوى

قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن اليمين المتطرف برئاسة بنيامين نتنياهو يُصر على تدمير ما تبقى من غزة وتهجير الشعب الفلسطيني، وذلك في ضوء الخطة التي أعلن عنها مؤخرًا رغم اعتراض جيش الاحتلال على تفاصيل هذه الخطة، حيث يُدرك أن احتلال غزة يعني مقتل الأسرى الإسرائيليين الذين لا يزالون على قيد الحياة، كما أن ذلك سيؤدي إلى مقتل الآلاف من جنود إسرائيل في المعركة.

وأضاف «الرقب» لـ «بوابة مولانا» أن الأهداف المعلنة من حكومة نتنياهو تتعلق بسحب سلاح حماس وأي فصيل مقاوم في غزة، وفرض سيادة أمنية على القطاع، وحديثهم عن «سيطرة» وليس عن «احتلال» يهدف إلى الهروب من المساءلة القانونية.

وتابع أن الخطر يكمن في حديث الاحتلال عن إيجاد قيادة غير تابعة للسلطة الفلسطينية ولا لحماس تحكم غزة، مشيرًا إلى أن هذا هو النموذج الذي يسعى الاحتلال لتحقيقه في القطاع، ورغم فشله في فرضه خلال الفترة الماضية، فإنه يصر عليه الآن بشكل كبير، وأخيرًا الهدف الرابع المعلن هو إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، لافتًا إلى أن تلك الأهداف هي التي سبق وأن أعلنها الاحتلال منذ بدء الحرب على غزة بعد 7 أكتوبر ولم يحقق منها شيئًا.

وأشار إلى أن نتنياهو يعود ويعلن هذه الأهداف مرة أخرى لاستمرار الحرب، ولكن هذه المرة غير ملامح الخطة التي كانت تتحدث عن عسكرة في المنطقة الوسطى وفي الجنوب، ولكن العملية العسكرية الآن ستتركز في مدينة غزة ومناطق الشمال، مما سيدفع السكان إلى الجنوب بشكل كامل، وبالطبع هذا الأمر يعني استشهاد الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني.

وأكد «الرقب» أن من كان يمكنه كبح جماح «هذه العصابة» في تل أبيب هي الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، لكنه استدرك قائلًا: «للأسف، أعتقد أن الولايات المتحدة قد أعطت الضوء الأخضر للعملية، وهو ما تبين من تصريح وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الذي علق على خطة نتنياهو، حيث قال إنهم لن يسمحوا بوجود حماس في قطاع غزة، وأضاف أن بلاده تدعم إسرائيل، مما يعني ضوء أخضر من الولايات المتحدة لاحتلال القطاع.

وتابع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أن المطلوب الآن هو موقف أوروبي أو دولي أكثر عمقًا، من خلال التلويح بقطع ملفات الشراكة مع الاحتلال الإسرائيلي، معتبرًا أن أوروبا لم تمارس أي من أدوات الضغط حتى الآن.

وأشار إلى أن «الكرة الآن في ملعب أوروبا» لاتخاذ موقف حقيقي إزاء مخطط نتنياهو، ونوه إلى أن أستراليا رفضت مقترحات الاحتلال وهاجمتها مباشرة، وهناك مواقف متتالية من بعض الدول الأوروبية، لكن المطلوب هو ممارسة ضغط حقيقي، لأن مخطط نتنياهو الرامي لضغط السكان في منطقة خانقة بخان يونس ودير البلح، ثم دفع هذه الكتلة البالغ عددها نحو 2 مليون نسمة إلى مدينة رفح في منطقة لا تتجاوز مساحتها 10% من قطاع غزة، ثم دفعهم بعد ذلك إلى الهجرة عبر مطارات إسرائيلية إلى الخارج، هو فرصتهم للتخلص من الشعب الفلسطيني.

واختتم بأن خطة نتنياهو ستفشل بفعل الصمود الفلسطيني والدعم العربي والدولي لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته، ولن يحقق نتنياهو وعصابته أي من أهدافهم.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *