
شهدت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم الثلاثاء، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عدم فرض رسوم جمركية على سبائك الذهب، مما ساهم في إنهاء حالة القلق التي كانت تسود أسواق المعادن الثمينة العالمية، وفقًا لما ذكرته منصة «آي صاغة». وأوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، أن أسعار الذهب في الأسواق المحلية تراجعت بحوالي 10 جنيهات مقارنة بنهاية تعاملات يوم أمس، ليصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 4570 جنيهًا، بينما انخفضت الأوقية بمقدار 11 دولارًا، لتسجل 3340 دولارًا. كما بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 5223 جنيهًا، وعيار 18 سجل 3917 جنيهًا، وعيار 14 وصل إلى 3047 جنيهًا، في حين وصل سعر الجنيه الذهب إلى حوالي 36560 جنيهًا. وقد شهدت أسعار الذهب تراجعًا بنحو 40 جنيهًا خلال تعاملات يوم الإثنين، حيث افتتحت أسعار جرام الذهب عيار 21 عند 4620 جنيهًا، واختتمت عند 4580 جنيهًا، بينما تراجعت الأوقية في السوق العالمية بنحو 46 دولارًا، حيث افتتحت عند 3397 دولارًا وانتهت عند 3351 دولارًا. وشهدت أسعار الذهب انخفاضًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم، بعد تراجع ملحوظ يوم الإثنين، متأثرة بآمال بدء محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى إعلان ترامب عن إعفاء واردات الذهب من الرسوم الجمركية، مما ساهم في تهدئة المخاوف بشأن سبائك الذهب السويسرية التي تمثل جزءًا كبيرًا من تجارة المعدن في السوق الأمريكية. جاءت تصريحات ترامب عبر منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»، حيث كتب: «الذهب لن تُفرض عليه رسوم»، في وقت كانت الأسواق تنتظر توضيحًا رسميًا من البيت الأبيض، بعد الجدل الذي أثارته تقارير أفادت بفرض رسوم على واردات سبائك الذهب بوزن كيلو جرام. وقد أثارت هذه التقارير قلقًا بشأن تأثير القرار على سويسرا، التي تُعتبر أكبر مركز لتكرير الذهب في العالم، حيث تشكل صادراتها من الذهب إلى الولايات المتحدة نحو 36 مليار دولار في الربع الأول من العام، أي أكثر من ثلثي فائضها التجاري مع واشنطن. وقد أثرت الرسوم البالغة 39% على جميع الواردات السويسرية إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك الساعات الفاخرة والشوكولاتة والجبن، لكن إعلان ترامب الأخير ساهم في تهدئة المخاوف بشأن صادرات السبائك. رحب اتحاد منتجي وتجار المعادن الثمينة السويسري بتصريحات ترامب، لكنه أكد على ضرورة صدور قرار رسمي ملزم، حيث قال رئيسه كريستوف فايلد: «تصريحات الرئيس ترامب إشارة مشجعة لاستقرار التجارة، لكن لا بد من قرار رسمي يضمن اليقين اللازم للقطاع وشركائه». وأوضح مسؤول في البيت الأبيض لوكالة رويترز أن الإدارة الأمريكية بصدد إصدار أمر تنفيذي «لتوضيح المعلومات المضللة» حول الرسوم الجمركية على سبائك الذهب ومنتجات أخرى. وقد أثارت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية الجدل الأسبوع الماضي، بعدما أعلنت أن سبائك الذهب بوزن كيلو جرام و100 أوقية لا تُستثنى من الرسوم، مما دفع شركات التمويل والمعادن لطلب توضيحات عاجلة، وأدى إلى احتجاز شحنات في مخازن مخصصة حتى يتضح الموقف. يُذكر أن الذهب، الذي يُباع في الولايات المتحدة حتى في متاجر التجزئة الكبرى مثل «كوستكو»، يُستخدم كأداة تحوط ضد التضخم، حيث يبلغ سعر السبيكة الكيلو جرامية نحو 89 ألف جنيه إسترليني، بينما يصل سعر العملة الذهبية بوزن أوقية إلى حوالي 2500 جنيه إسترليني. على صعيد التجارة، وقع ترامب أمرًا بتمديد الهدنة الجمركية بين الولايات المتحدة والصين لمدة 90 يومًا إضافيًا، مما خفف الضغط عن سلاسل الإمداد العالمية وهدّأ التوترات التجارية على المدى القصير، لكن المتعاملين يعتبرون ذلك توقفًا مؤقتًا أكثر من كونه تقدمًا جوهريًا نحو إنهاء النزاع التجاري. تترقب الأسواق بيانات التضخم الأمريكية لشهر يوليو، والتي من المتوقع أن تكشف عن تباطؤ في وتيرة الارتفاع الشهري إلى 0.2%، مع تسارع المعدل السنوي إلى 2.8%. ورغم استمرار الضغوط التضخمية، لا تزال الأسواق تسعّر احتمالات قوية لخفض الفائدة في سبتمبر، وإن تراجعت توقعات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى نحو 84% مقابل 90% قبل أسبوع، وفق أداة CME FedWatch، في ظل الحذر قبيل بيانات التضخم. اليوم، تترقب الأسواق تصريحات مسؤولي الفيدرالي توماس باركين وجيفري شمد بحثًا عن أي إشارات جديدة للسياسة النقدية، كما ستشمل البيانات الاقتصادية لاحقًا مؤشر أسعار المنتجين يوم الخميس، ومبيعات التجزئة ومؤشر ثقة المستهلك لجامعة ميشيغان في قراءته الأولية لشهر أغسطس يوم الجمعة، وهي بيانات قد تلعب دورًا حاسمًا في ترسيخ أو تعديل توقعات خفض الفائدة الشهر المقبل. محليًا، أشار إمبابي إلى أن الأسواق تشهد حاليًا تباطؤًا في المبيعات رغم انخفاض الأسعار، موضحًا أن سلوك المستهلكين يتسم بالعكس؛ إذ تتحسن المبيعات غالبًا مع ارتفاع الأسعار بدافع القلق من زيادات أكبر، بينما يتريث المشترون في أوقات الهبوط ترقبًا لمزيد من الانخفاض.
التعليقات